كثيراً ما يسمع الأهل معلمة الصف أو أخصائي النطق واللغة يتحدثون عن الوعي الصوتي. لماذا هذا التركيز على الإكتساب الباكر للوعي الصوتي وما تأثيره على القراءة والكتابة؟
في ما يلي شرح مبسط للأهل عن هذه المهارة وعلاقتها بالقراءة والكتابة.
تطور القراءة والكتابة يعتمد على مهارات لغوية وذهنية مثل الوعي الصوتي، معرفة الحروف، وتركيب الأصوات مع القدرة على التعرف السريع على الكلمات المكتوبة.
تتألف اللغة المحكية من مجموعة أصوات. هذه الأصوات تؤلف مقاطع لتصبح كلمات. نستطيع بهذه الكلمات تركيب الجمل.
الوعي الصوتي هو القدرة على فهم أن الكلمة المحكية هي مجموعة من الأصوات وهي القدرة على الإستماع التعرف، والتلاعب بالأصوات.
للوعي الصوتي أهمية بالغة في القراءة والكتابة وتعتبر من الأسس لتعلم اللغة المكتوبة. يمر الطفل بعدة مراحل فعليه أن يدرك أن الجمل تتألف من كلمات وأنه يستطيع تفكيك الكلمات إلى مقاطع ومن ثم إلى أصوات. أي خلل على هذا المستوى يؤدي إلى صعوبات في قراءة الكلمات بطريقة سليمة.
للتوضيح : عندما نطرح على أي شخص قراءة كلمة جديدة ,فهو يقوم بتهجأتها ليتمكن من أخذ الإعتبار بجميع الأحرف التي تؤلف الكلمة وتحويل هذه الرموز إلى أصوات قبل التمكن من قراءتها كاملة. ذلك هو على عكس ما نفعله عندما نقرأ الكلمات المألوفة حيث تكون صورة الكلمة جاهزة في الذاكرة.
في بداية تعلم الطفل للقراءة، تعتبر جميع الكلمات جديدة حتى تتكرر أمامه وتصبح صورة في دماغه يستطيع أن يقرأها في برهة. كلما كان الطفل حساس أكثر للأصوات الذي تؤلف الكلمات كلما تمكن من توسيع دائرة رصيد اللغة المكتوبة وبالتالي تزيد سرعته في القراءة.
أما الأطفال الذين لديهم صعوبات في الوعي الصوتي، فسيواجهون صعوبات في تحليل الكلمات مما يؤدي إلى بطؤ في القراءة وإلى أخطاء كحذف بعد الأحرف وبالتالي عدم فهم ما يقرؤونه. فقراءة الكلمات بدقة وسرعة تعتبر عامل أساسي في فهم المقروء. فالقراءة هي تحليل الرموز الكتابية وربطها بأصواتها المناسبة لإصدار الكلمات وفهمها. أما الكتابة فهي إستقبال سمعي للوحدة الصوتية من ثم تحليل هذه المدخلات السمعية وترجمتها إلى رموزها الكتابية المناسبة.
تعلم القراءة والكتابة يحتاجان إلى إدراك، تمييز، ذاكرة وإنتباه بصري وسمعي جيد.
إن الوعي الصوتي يستوجب تدريباً خاصاً ومجهود مقصود من أجل التمكن منه.
إن الصعوبات على مستوى الوعي الصوتي من الممكن أن تنبئ بالصعوبات على مستوى القراءة والكتابة لاحقاً لذلك لا يجب إهمالها.
لا تتردد بطرح الأسئلة!