سؤال يسمعه أخصائي النطق واللّغة دائماً من الأهل وخاصة في الزيارة الأولى. هذا سؤال طبيعي جداً ولا ألوم الأهل أبداً. ما يجب أن يعرفه الأهل فقط أنّ الأخصائي لا يملك وصفة سحرية للصعوبات التي يعالجها.
نعم! أتكلم عن علاج ولكن هذا لا يعني دواء وعلاج سريع. لا يستطيع أي أخصائي تحديد فترة العلاج أو عدد الجلسات الكاملة من البداية. وذلك لا يختلف إذا كان أخصائي لديه خبرة أو لا لأننا نتكلم عن معالجة أشخاص وكل شخص يختلف عن الآخر.
مدة العلاج ترتبط بعدة أمور وهذه أهمها:
١- التشخيص: تختلف مدة العلاج بحسب الحالة وشدّتها، مثلاً بين متابعة طفل لديه صعوبات في النطق فقط وطفل مصاب بالتوحد.
٢-وجود إضطرابات مرافقة للتشخيص الأساسي، مثلاً إذا كانت الصعوبات اللّغوية مرافقة لإضطرابات سلوكية، هذا يزيد من فترة العلاج.
٣- قابلية الطفل للعلاج ومدى تقبّله للأخصائي والتفاعل معه. مشاركة الطفل بالعلاج يسرّع من العلاج.
٤- تقبُّل الأهل لصعوبات طفلهم وتطبيق كل ما يطلبه الأخصائي منهم مع الكثير من الصبر.
٥- مدى كفاءة الأخصائي وفهمه للحالة. وأيضاً بحسب الخطة العلاجية الموضوعة والوسائل المستخدمة.
٦- الإنتظام في متابعة الجلسات من قبل الأهل والأخصائي.
٧- العمر الذي بدأ فيه الطفل العلاج: كلّما تم وضع التشخيص مبكراً وبدأت المتابعة، كلّما كان التحسن أسرع.
٩- التواصل بين الأخصائي والمدرسة: متابعة الطفل من قبل الأخصائي وحده لا تكفي. للمدرسة دور كبير في العلاج.
هذه الأمور تجعل من تحديد فترة العلاج، منذ البداية، مسألة صعبة على أخصائي النطق واللّغة. لكن بالطبع يعمل الأخصائي قدر الإمكان على تقليص فترة العلاج مع الحصول على أفضل النتائج.